فصل: قال بيان الحق الغزنوي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال بيان الحق الغزنوي:

سورة القيامة:
{لا أقسم} دخول (لا) لتأكيد القسم، لأن الإثبات من طريق النفي آكد. قال امرؤ القيس:
فلا وأبيك ابنة العامري ** لا تدعي القوم أني أفر

لالاوقيل: إن المراد نفي القسم لوضوح الأمر، وأن لا حاجة إلى القسم، كما قال الهذلي:
فلست بمقسم لوددت أني ** غداتئذ ببيضان الزروب

إذا لغدوت أرهقه بصدق ** حسام الحد مطرورا خشيبا

وقيل: إنه لأقسم على أنها (لام) الابتداء. وقيل: لام القسم، إلا أنه لم يسمع (لا أضرب أخاك)، وأنت تريد: لأضربن.
{بالنفس اللوامة} [2] كل أحد تلومه نفسه على الشر لم عمل؟ وعلى الخير لم لم تستكثر منه؟.
{بلى قادرين} [4] أي: نجمعها قادرين، فنصبه على الحال من ضمير في فعل محذوف.
{نسوي بنانه} [4] نجعلها مع كفه صحيفة مستوية، لا شقوق فيها بمنزلة خف البعير، فيعدم الارتفاق بالأعمال اللطيفة. ومن أيمان العرب: (لا والذي شقهن خمسا من واحدة). وللجاحظ رسالة في منافع الأصابع، عد فيها أشياء كثيرة من الإشارة وتقويم العلم، والتصور، والعقد، والدفع بأصناف السلاح، على أنواع الاستعمال، وتناول الطعام، والتضوء، وانتقاد الورق، وإمساك العنان وتصريفه وغير ذلك.
{ليفجر أمامه} [5] قال مجاهد: يمضي أمامه راكبا رأسه في هواه. وقيل: إنه تقديم الحوبة وتأخير التوبة. وقيل: يتمنى العمر ليفجر منه.
{فإذا برق البصر} [7] بالكسر: دهش وتحير، وبالفتح: شخص.
{وخسف القمر} [8] ذهب ضوؤه حتى كأنه في خسيف، وهي: البئر القديمة. {وجمع الشمس والقمر} [9] في طلوعهما من المغرب، أو في ذهاب ضوئهما، أو في التسخير بهما.
{أين المفر} [10] أي: الفرار، مصدر كالفرار.
والمفر-بكسر الفاء- الموضع الذي يفر إليه. والمفر-بكسر الميم-: الإنسان الجيد الفرار، كما قال:
مكر مفر مقبل

أي: الإنسان الجيد الفرار لا ينفعه الفرار.
{لا وزر} [11] لا ملجأ ولا منجا.
{بما قدم} [13] أي: من عمل.
{وأخر} [13] من سنة.
{بصِيرة} [14] شاهدة، الهاء للمبالغة. أو تقديره عين بصِيرة، كما قيل:
كأن على ذي العقل عينا بصِيرة ** بمقعده أو منظر هو ناظره

يحاذر حتى يحسب الناس كلهم ** من الخوف لا يخفى عليهم سرائره

{ولو ألقى معاذيره} [15] أي: جوارحه تشهد عليه، ولو اعتذر ذب عن نفسه.
وقال ابن عباس: ولو ألقى ثيابه، فأخرى ستوره. أي: ولو خلا بنفسه، والمعذار: الستر بلغة اليمن.
{إن علينا جمعه} [17] أي: في صدرك، (و)إعادة {قرآنه} عليك أي: قراءته، حتى تحفظ وتضبط، ثم إنا نبين لك معانيه إذا حفظته.
{ناضرة} [22] حسنة مستبشرة.
{فاقرة} [25] داهية تكسر الفقار.
{من راق} [27] أي: تقول الملائكة من يرقى بروحه أملائكة الرحمة أم العذاب.
وقيل: هو قول أهله: من راق يرقيه، وطبيب يشفيه. كما قال يزيد بن خذاق:
هل للفتى من بنات الدهر من واق ** أم هل له من حمام الموت من راق

قد رجلوني وما رجلت من شعث ** وألبسوني ثيابا غير أخلاق

{والتفت الساق بالساق} [29] أهوال الدنيا بأهوال الآخرة.
وفسر ذلك أيضا بكرب الموت وهول المطلع. وقال الضحاك: اجتمع عليه أمران، أهله يجهزون جسده، والملائكة يجهزون روحه.
{يتمطى} [33] يتبختر، ويختال، والمطيطاء مشية يهتز فيها المطا وهو الظهر. {أولى لك فأولى} [34] قاربك ما تكره، ووليك، وأنشد في الياقوتة:
فإني إن أقع بك لا أهلل ** كوقع السيف ذي الأثر الفرند

فأولى ثم أولى ثم أولى ** وهل للدر يحلب من مرد

{أن يترك سدى} [36] مهملا لا يؤمر ولا ينهى.
{يمنى} [37] يراق. وقيل: يقدر ويخلق من المنا، وهو القدر، كما قال الهذلي:
لعمر أبي عمرو لقد ساقه المنى ** إلى جدث يوزى له بالأهاضب

لحية جحر في وجار مقيمة ** تأمل إلى سوق المنى والجوالب

تمت سورة القيامة. اهـ.

.قال الأخفش:

سورة القيامة:
{بلى قادِرِين على أن نُّسوِّي بنانهُ}
قال: {بلى قادِرِين على أن نُّسوِّي بنانهُ} أي: على أنْ نجْمع. أي: بلى نجْمعُها قادِرِين. وواحد (البنانِ): بنانةٌ.
{يقول الإنسان يوْمئِذٍ أيْن الْمفرُّ}
وقال: {أيْن الْمفرُّ} أيْ: أين الفِرار. وقال الشاعر: من المديد وهو الشاهد الثالث والسبعون بعد المئتين:
يا لبكْرِ أنْشرُوا لِي كُليْبا ** يا لبكْرِ أيْن أيْن الفِرار

لأنّ كلّ مصدرٍ يُبنى هذا البناء فانما يجعل (مفْعلا) واذا أراد المكان قال: {المفِرّ} وقد قرئت {أيْن المفِرّ} لأنّ كلّ ما كان فعلُه على (يفْعِل) كان (المفْعِل) منه مكسورا نحو (المضْرِب) اذا أردت المكان الذي يضرب فيه.
{بلِ الإنسان على نفسه بصِيرة}
وقال: {بلِ الإنسان على نفسه بصِيرة} فجعله هو البصِيرة كما تقول للرجل: (أنْت حُجّةٌ على نفْسِك).
{وُجُوهٌ يوْمئِذٍ نّاضِرةٌ إِلى ربها ناظِرةٌ}
وقال: {وُجُوهٌ يوْمئِذٍ نّاضِرةٌ} أيْ: حسنةٌ {إِلى ربها ناظِرةٌ} يعني- والله أعلم- بالنظر إلى الله إلى ما يأتيهم من نعمه ورزقه. وقد تقول: (و اللهِ ما أنْظُرُ إِلاّ إِلى اللهِ وإِليْك) أي: انتظر ما عند الله وما عندك.
{فلا صدّق ولا صلّى}
وقال: {فلا صدّق ولا صلّى} أي: فلمْ يصدّق ولم يصلّ. كما تقول (ذهب فلا جاءني ولا جاءك).
{أليْس ذلِك بِقادِرٍ على أن يُحْيِي الْموْتى}
وقال: {على أن يُحْيِي الْموْتى} وقال بعضهم {يُحيِ الموتى} فأخفى وجعله بين الادغام وغير الادغام ولا يستقيم ان تكون ها هنا مدغما لأن الياء الآخرة ليست تثبت على حال واحد إذ تصير ألفا في قولك (يحْيا) وتحذف في الجزم فهذا لا يلزمه الادغام ولا يكون فيه إلا الإخفاء وهو بين الإدغام وبين البيان. اهـ.

.قال ابن قتيبة:

سورة القيامة:
1- قوله عز وجل: {لا أُقْسِمُ بِيوْمِ الْقِيامةِ}، (لا) صلة، أريد بها تكذيب الكفار، لأنهم قالوا: لا قيامة.
2- {والنفس اللوامة} أي تلوم نفسها يوم القيامة.
3-، 4-، 5- {أيحسب الإنسان ألّنْ نجْمع عظامه بلى قادِرِين على أنْ نُسوِّي بنانهُ بلْ يريد الإنسان ليفجر أمامهُ}.
هذا مفسر في كتاب (تأويل المشكل).
6- {يسْئلُ أيّان يوْمُ الْقِيامةِ}؟ أي متى يوم القيامة؟.
7- {فإِذا برق الْبصرُ}: إذا حار عند الموت.
وأصل (البرق): الدهش. يقال: برق الرجل يبرق برقا.
ومن قرأ: {برق}، أراد: بريقه إذا شخص.
8- {وخسف الْقمرُ} و(كسف) واحد.
11- {كلّا لا} وزر أي لا ملجأ.
وأصل (الوزر): الجبل او الحصن الذي يمتنع فيه.
13- {يُنبّؤُا الإنسان يوْمئِذٍ بِما قدّم} من عمل الخير والشر، وأخّر: من سنة عمل بها بعده.
14، 15 – {بلِ الإنسان على نفسه بصِيرة ولوْ ألْقى معاذِيرهُ}
أي شهيد عليها بعملها بعده، ولو اعتذر. يريد: شهادة جوارحه.
ويقال: (أراد: بل على الإنسان- من نفسه- بصِيرة).
17- {إِنّ عليْنا جمْعهُ وقرآنه} أي ضمّه وجمعه.
18- {فإِذا قرآناهُ} أي جمعناه، {فاتّبِعْ قرآنه} أي جمعه.
و(القراءة) و(القرآن) مصدران.
قال قتادة: (اتبع حلاله، واجتنب حرامه).
22- {وُجُوهٌ يوْمئِذٍ ناضِرةٌ} أي مشرقة.
24- {ووُجُوهٌ يوْمئِذٍ باسِرةٌ} أي عابسة مقطّبة.
25- و(الفاقرة): الداهية. يقال: إنها من (فقار الظهر) كأنها تكسره. تقول: فقرت الرجل، إذا كسرت فقاره. كما تقول: رأسته، إذا ضربت رأسه، وبطنته: إذا ضربت بطنه. ويقال: رجل فقير وفقر.
وقال أبو عبيدة: (هو من الوسم الذي يفقر به على الأنف).
26-، 27- {كلّا إِذا بلغتِ التّراقِي} يعني: النفس، أي صارت النفس بين تراقيه. {وقيل من راق} أي هل أحد يرقي؟.
29- {والْتفّتِ السّاقُ بِالسّاقِ} أتاه أول شدة امر الآخرة، وأشدّ آخر امر الدنيا.
ويقال: (هو التفاف ساقي الرجل عند السّياق). وهو مثل قولهم: (شمّرت عن ساقها).
31- {فلا صدّق ولا صلّى} أي لم يصدق ولم يصل.
33- {يتمطّى}: يتبختر. وأصله (يتمطط)، فقلبت الطاء فيه ياء كما يقال: يتظنّي، وأصله: يتظنّن. ومنه (المشية المطيطاء).
وأصل الطاء في هذا كله: دال: إنما هو: مدّ يده في المشي، إذا تبختر. يقال: مددت ومططت، بمعنى واحد.
35- {أوْلى لك فأوْلى}: تهدّد ووعيد.
36- {أنْ يُتْرك سُدى} أي يهمل: فلا يؤمر، ولا ينهي، ولا يعاقب يقال: أسديت الشيء، إذا أهملته. اهـ.